Wednesday, June 4, 2008

هائمه


هائمه

نزلت من الميني باص ....لم تكن تعرف الى اين يجب ان تذهب.....الساعه تشير الى الرابعه مساء......انها ساعه العوده الى البيت......لم تعد تعرف اين البيت ....او ان الانتماء قد تغير.....او ان الوقت قد حان لكي يكون في مكانه او في غير مكانه ......لم تعد تشعر انها مقيمه او انها لم تشعر يوما بالاقامه انما كان لديها شعور الزائر وهذا الشعور جائها اليوم او قبل يوم او بالتحديد في هذه اللحظات او الساعات .......احيانا تشعر بنفسها مثل الزائر الخفيف واحيانا الزائر الثقيل ...على نفسه وعلى من حوله.....الاهل تغيروا ....الاصدقاء اختلفوا .....الصباح قد تغير والمساء يختلف الليل اهدأ واجمل واحياناً يكون قاسي جداً ....او انها الطبيعه القاسيه او المنطقيه ....او انه القطار الذي يسير ولا يتوقف من اجل فلان او علان ....ولا يجب ان يتوقف.......لم تعد تدري.....المهم انها الآن تسير في الشوارع .....تنظر في عيون الناس.....احيانا تبتسم واحيانا تبحث.....احياناً تشعر بالتفائل واحيانا تشعر بالاحباط......لكن في ذلك اليوم كانت تشعر فقط بالتفائل.......دخلت الى دكان التمر الهندي الذي تعشقه .....شربت وهي تتحدث مع حبيبها بالتلفون .....ارادت ان تقول له انها تشرب التمر الهندي اللذيذ .....او كما لو انها تريد ان تقول له انها تحبه مثل التمر الهندي ........

كانت تسير واثقه الخطوة وتتحدث .....ليس مع احد .....انما مع نفسها ....او مع روحها......او مع من تحب......الهذيان الجميل.....ربما لانها كانت من اسعد ما يكون.......كانت تحدثه كما لو انه كان رفيقها في ذلك المكان.....نعم ....لقد كانت تشعر بوجوده.....تحاول ان تكون كما يجب في مشيتها وفي نظراتها وفي بسماتها ....كما لو انه يراقبها او انه كان مرافق لها.....كانت سعيده جدا بما تشعر......او ربما لأنها تؤمن بالاقدار......او انها تعودت او عودت نفسها ان الهذيان الذي طالما كانت تشعر به في حياتها اصبح واقع في احد الايام......ربما يكون التفائل.......نعم ربما ......لطالما كانت تتخيل مواضيع كثيره في حياتها كانت تعجبها او تحبها ....وقد تحققت.......تابعت حديثها المجنون مع نفسها بين الوقت والآخر.....الله يحبني .....انا متأكده.......انا اثق به وهو يثق بي.......لا بد ان ينصفني او على الاقل انه معي......انا لست خائفه.... انا اعرف ماذا اريد على الاقل.......كانت تتحدث وتتوقف ثم تعود للحديث......كما انني متاكده انه يحبني كثيرا......انه مثل الملاك......انه رفيقي الدائم ....لا يتركني ....في النهار والليل والعمل وفي مشاويري .....

يعشقني مثل الازهار......الحبق او الفل او الياسمين ربما .....لان رائحته جميله وربانيه ......

جائها شعور غريب في ذلك اليوم .... وصلت الى القمه.....او الى ارقى انواع العلاقات الانسانيه .....البعيد والمجرد من الاحساس ربما في بعض الاحيان .....اي انها لا تبحث عن همسات او لمسات ....وصلت الى مرحله الرقي الانساني المجرد.....شعرت بهذاكثيرا في الفترات الماضيه وربما لم تفهمه جيداً .....الآن يبدو ان مداركها قد توسعت واصبحت تفهم ما يحصل.......اصبحت تعرف على ما يبدو ان الله قد اكرمها بالعقل وبمفهوم الشموليه في منطق العلاقات ...ولم تعد تنظر الى التفاصيل الصغيره ....او على الاقل انها اصبحت تسير في طمأنينه .....واصبحت تتعب وتعطي نفسها الاستراحه ....ترتاح لكي تستطيع ان تكمل مسيرتها ....

تخاطب نفسها في وسط الشوارع كما لو انها تسير وحدها هناك .....لا يوجد ناس ....او انها تراهم حين تريد هي فقط.....اهدافي او استراتيجياتي اصبحت معروفه وانا مقتنعه بها.....واريدها بشده كما هي عليه .....

يبدو ان التعب والجوع قد اخذ منها كثيرا في ذلك اليوم بسبب العمل ومشاكله ...كما ان السير في شوارع البلد لمده ليست قليله ....اتعبها كثيرا دون ان تدري......ليس لديها رغبه في العودة الى البيت........ركبت الباص المتوجه الى منطقه سكنها.......لم تتوقف عن البكاء الى ان وصلت الى بيتها..........

شكراً

No comments: