Wednesday, June 4, 2008

فلسطينيه

فلسطينية

هذه ليست روايه للتسليه او انها ليست من اختراعات كاتب او منمق للكلمات ...انما قصه حقيقيه مأساويه بمعنى الكلمه .....حصلت في مدينه جنين في بدايه سنوات الثمانينات....بدأت في العام 80...وانتهت في العام 1983......كانت السنوات الاولى من الثمانينات فترة عصيبه جداً .....المخابرات الاسرائيليه كانت تسرح وتمرح في خلق الله ......تلعب باهواء الناس ....في مستقبل طلاب المدارس.....في مستقبل طلاب الجامعات.....في ارزاق العمال.....في ارزاق التجار.......ليس هناك من حسيب او رقيب....العملاء في ذلك الزمن كانوا يتسابقون لخدمه المحتل....بل انهم كانوا يتفاخرون....لانهم كانوا يحصلون على مراكز مهمه في البلد...كانوا يتواجدون في المواقع المهمه في البلد....مدراء المدارس....معظم رؤساء البلديات في تلك الفتره .....عدد لا بأسٍ به من اساتذه المدارس....مدير الصحه...عدد لا بأس به من اساتذه تعليم السواقه...عربايات الخضرة...الكثير من طلاب المدارس.....الثمن كان فقط....البيع...بيع البلد....بيع الناس....بيع الاهل احيانا....بيع الشرف......السجون كانت مليئه بالناس.....بسبب وبدون سبب.....كانت تضع الناس في السجون فقط من باب الاحتياط....كانت تقتل الناس ......استباق للاحداث و بشكل ارتجالي ودون تخطيط او تهمه......

في بدايه الثمانينات المشؤومه على تلك المدينه.....كانت المخابرات تعمل على اللعب بشرف تلك المدينه واهلها ..........انشأت تنظيم كامل متكامل من الشباب والاولاد والنساء والرجال....لاسقاط بنات تلك المدينه.....

التنظيم كان يتكون من. ....

.العنصر الاول......

......صاحب مطعم في وسط المدينه...او بالتحديد ابن صاحب مطعم......الذي كان يتردد على مراكز الاحتلال لايصال طلبات الحمص والفول.....كان المسكين غير مكتمل عقلياً.....او ان تفكيره كان محدود ....او ان الاستخبارات المتمرسه....استطاعت بسهوله الايقاع به لاعتماده كاساس في التنظيم ......مازن ...المسكين......وقع بسهوله بكمائنهم.....اغرائاتهم واغوائاتهم كانت اكبر من مازن بكثير ......احضروا له اجمل البنات من حيفا....والعفوله....

مازن المسكين سقط......او اسقطوه بسهوله......عمره لم يكن يتجاوز العشرين بعد.......اهله من احسن الناس

ابن عائله محترمه وكريمه.....او كانت كذلك.....لانها اصبحت بعد ذلك الوقت منعزله .....

العنصر الثاني.......

ابن محل تصوير في وسط المدينه ....قريب جداً من مطعم مازن او مطعم ابو مازن.....احمد.....الولد الصغير....الذي انتسب الى ذلك التنظيم للعب وليس للاسائه.....لان عمره كان اقل بكثير من ان يعرف او يفهم ما يحصل.....المسكين كان عمرة لم يصل بعد الرابعه عشره.....لكن حاجتهم لكاميرات التصوير من محل والده كانت الهدف وليس احمد.....المسكين مازن هو الذي اغوى احمد الصغير ....لاسباب كل الناس هناك يعرفونها.....بسبب البنات....وانا اعرف ان هناك اساباً اخرى لم يتم ذكرها في تقارير واعترافات مازن فيما بعد.....

العنصر الثالث

محلاو صالون كوافير للسيدات ......كانت تديره زوجه معلم مدرسه محترم.....او كان محترم.......

كانت هناك في محل الكوافيره العديد من البنات والنساء تابعين للتنظيم.......او لخدمته......

كانت خططهم بسيطه وليس فيها تعقيد او شبهات.......البنت التي يقع عليها الاختيار......يقدمون لها في الصالون كاس من الشاي.....او من العصير ....او الكوكا كولا......يضعون فيه الماده المخدرة التي حصلوا عليها من المخابرات الاسرائيليه اعتقد انها نوع من انواع الكيتامين .....مازن بعد هذه المرحله يكون جاهز ....للاعتداء على البنت.....المصوراحمد يقوم بعمله ......

في اليوم التالي .....تتم المواجهه.....يواجهون البنت بالصور.....يجب عليها الاختيار بين الفضيحه عن طريق نشر الصور...او القبول بالعمل لصالحهم .....البنات تتساقط مثل اوراق الشجر.........

كانت فتاه فلسطينيه شرقيه عمرها لم يتجاوز السابع عشر عاما......من عائله كباقي العائلات......

لا اريد ذكر اسمها.....او لا يحق لي ......لانها كانت اكبر من ان اذكر اسمها.....

وقعت تلك المسكينه في كمينهم.......تم الاعتداء عليها من قبل مازن .....تم تصويرها من قبل احمد.......

تمت مواجهتها في اليوم التالي بالصور......البنت الفلسطينيه قالت ....اعطوني مهله ليوم او يومين.....

في اليوم التالي.....قررت.....المسكينه .....بعد ان تعرفت على جميع افراد التنظيم.....كتبت كتاباتها الاخيره.....شرحت....وضحت كل شيء بالاسماء والاماكن ......ثم انتحرت.........

في ذلك اليوم ....قامت مدينه جنين مثل المجنون .......كما لو انها ثور ....كان نائم......افاقت مدينه جنين.....كانت تتحدى الاحتلال والمخابرات والعملاء.....في ذلك اليوم .....الجميع اختفى او اختبأ.....الجيش الاسرائيلي تراجع الى معسكراته....المخابرات اختفت.....بقيت في مكاتبها.....العملاء تركوا البلد.......

العملاء المعنيين في احداث الواقعه......طلبوا الحمايه في معسكرات الجيش والاستخبارات الاسرائيليه ......

المسكين مازن

......وضعوه في السجن لحمايته......وقع بايدي بعض المساجين من مدينه جنين.......طلبوا منه ان يكتب كل شيء......كتب اشياء لم تكتبها الفلسطينيه.... كتب واعترف باحداث الجرائم....اعطى تفاصيل كامله عن بدايه تشكيل التنظيم...ذكر الاسماء كلها ....العربيه والاسرائيليه.....مكان الاجتماعات .....المال الذي كان يتقاضاه.........سئلوه في نهايه المقابله.......او التحقيق...

.انت احكم على نفسك......

المسكين

طلب الموت........

وكان له ما اراد.........

المسكين احمد

بقى في السجن ثلاث او اربعه سنوات......خرج من السجن.......لم يتعرض له احد......لانه كان اصغر من قاصر.....

شعر بنفسه منبوذ في بلده وبين اهله .......عندما خرج من السجن كان شاباً واعيا......وليس صغيرا كم كان من قبل.....قرر المسكين ان يعمل على تنظيف اسمه واسم عائلته.......عائلته من ارقى واحسن العائلات سمعه في مدينه جنين.....في العام 1987او بدايه 1988.....سمعنا بالخبر .......الخبر السعيد على اهالي مدينه جنين.....مقتل مدير الصحه في داخل مكتبه في المستشفى......احمد قتله.....وسلم نفسه.......دخل السجن مرة ثانيه.....لكن هذه المرة تختلف كثيرا عن المرة السابقه......احمد خرج من السجن بعد عدة سنوات......لكنه لم يعد كما كان......لم يتعرض له احد بعد تلك الحادثه....الا انه لم يستطع ان يعود او ان يكون مقبول في مجتمعه ......يعيش الآن معزول على نفسه...............وحيد

No comments: